افتتح مهرجان أجيال السينمائي في نسخته الثانية عشرة مساء أمس (السبت) فعالياته بحفل حمل رسالة مؤثرة حول دور السينما في تسليط الضوء على النضالات الإنسانية حول العالم، وقدرتها الفائقة على تعزيز التفاهم بين المجتمعات. يُنظم هذا الحدث من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام تحت شعار "لحظات تشكّلنا"، مستحضراً أبعادًا عميقة في عالمنا المعاصر، حيث تبرز قدرة السينما على نقل مآسي الحياة وقصص الأمل في لحظات مفعمة بالمشاعر.
وجّه الحفل بحضور أكثر من 600 حكم شاب من مختلف أنحاء العالم، في لحظة تفاعلية تجسد القوة العاطفية التي يمكن أن تحملها الصور المتحركة. كما شهد الحدث حضور عدد من الضيوف المميزين والمواهب السينمائية الواعدة، في مشهد يعكس إصرار السينما على لعب دور محوري في سرد القصص التي تعكس معاناة الإنسان في الزمن الراهن.
وقد جاء حفل الافتتاح ليشدد على الرسالة الإنسانية التي يحملها المهرجان، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات إنسانية بالغة. فكل فيلم يعرض في مهرجان أجيال يفتح نافذة جديدة على العالم، ويتيح للمتفرج فرصة لعيش لحظات من الألم والأمل، لتكون السينما أداة حية وملهمة للتغيير والتواصل بين الثقافات. وتؤكد مؤسسة الدوحة للأفلام أن مهرجان أجيال ليس مجرد احتفالية سينمائية، بل هو دعوة لاستكشاف تجارب الإنسان واحتضان الاختلافات الثقافية عبر أفلام تروي قصصًا تعكس أعمق جوانب النضال البشري.
وفي الحفل، قدمت لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر، كلمة مؤثرة حيّت فيها صمود النساء في السودان، وكذلك صمود ومعاناة الشعب في غزة وخصوصًا الأطفال. وسلمت سعادتها جائزة تكريم للطفل محمود عجور، الذي أُحضر من غزة إلى الدوحة للعلاج بعد أن فقد كلتا يديه. وتجسد الجائزة تكريمًا خاصًا لجميع أطفال غزة الذين يعانون من مأساة الحرب والمعاناة، ولا يزالون يحملون الأمل لحياة أفضل في المستقبل.
وفي كلمتها المؤثرة، تناولت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة المهرجان، رحلة مهرجان أجيال منذ انطلاقته في عام 2013، وأعلنت عن الخطط لمهرجان الدوحة للأفلام 2025. وقالت: "إن مهرجان الدوحة للأفلام سيعكس أحلام وتطلعات صانعي الأفلام ورواة القصص المبدعين من جميع أنحاء العالم، بينما نحتفل بالفصل التالي من رحلتنا السينمائية".

0 Comments: