الاثنين، 14 مارس 2022

مصنع أسمدة في قاع البحر ساعد على بث الحياة في الأرض

كوكب الارض

 
كشف العلماء عن جزء جديد من وصفة الحياة المعقدة على الكواكب يتضمن بداية إنشاء مصنع للأسمدة الميكروبية في قاع البحر منذ ما يقارب 2.6 مليار سنة.

وحدث أول ارتفاع كبير في مستويات الأكسجين على الأرض منذ ما يقارب 2.4 إلى 2.2 مليار سنة خلال المرحلة المبكرة من حدث الأكسجين العظيم أو الأكسجة العظيمة وهي الفترة الزمنية التي شهد فيها الغلاف الجوي للأرض والمحيط الضحل ارتفاعا في الأكسجين للمرة الأولى خلال حقبة الطلائع الأولى.

وما يزال العلماء غير متأكدين من سبب وكيفية وقوع حدث الأكسجين العظيم ويعتقد البعض أنه بدأ بسبب ارتفاع مستويات الفوسفور في المحيط ما أدى إلى عملية التمثيل الضوئي وزيادة إنتاج الأكسجين بينما يعتقد آخرون أنه قد يكون مرتبطا بانخفاض إطلاق الغازات التفاعلية من البراكين والتي تستهلك كمية أقل من الأكسجين الذي يتم إنتاجه.

والآن، استخدم فريق من العلماء الدوليين بقيادة جامعة ليدز تقنية جديدة لقياس دوران الفوسفور بين المحيط وقاع البحر في صخور عمرها 2.6 مليار عام من جنوب إفريقيا ما أدى إلى حدث الأكسجين العظيم.

وتظهر القياسات المختبرية من هذه الصخور أن عملية إعادة تدوير الفوسفور مرة أخرى في مياه البحر تغذي بكتيريا التمثيل الضوئي ما أدى إلى زيادة مستويات الأكسجين.

وخلصت دراستهم إلى أن إنشاء مصنع الأسمدة في قاع البحر كان شرطا مسبقا لارتفاع مستويات الأكسجين على الأرض ويمكن أن يكون عاملا مهما في قدرة الكواكب الأخرى على دعم الحياة المعقدة.

وقاد البحث من جامعة ييل في الولايات المتحدة حاليا أثناء حصوله على درجة الدكتوراه في مدرسة الأرض والبيئة في ليدز ان تكون هذه العملية أساسية لكوكب أن يصبح مؤكسجا وبالتالي قادرا في النهاية على استضافة حياة معقدة وفك تشابك الوصفة التي تؤدي إلى بيئة غنية بالأكسجين يمكن أن يساعدنا في تقييم إمكانية وقوع أحداث مماثلة على كواكب أخرى.

ويقول كبير مؤلفي الدراسة من كلية الأرض والبيئة في ليدز، إن الجزء الرئيسي من هذه الوصفة هو توفر الكبريتات حيث إنها عنصر مهم في عملية إعادة التدوير. لذا، يمكن لوفرة الكبريت أن تكون أيضا مطلبا مهما لعالم مليء بالأكسجين.

وكان صعود الأكسجين في الغلاف الجوي خلال حدث الأكسجين العظيم منذ نحو 2.4 مليار سنة تحولا محددا في تطور الدورات الكيميائية الجيوكيميائية العالمية والحياة على الأرض.

ومع ذلك، أظهرت مجموعة متزايدة من الأبحاث أن البكتيريا الزرقاء بدأت في إنتاج الأكسجين قبل عدة مئات من ملايين السنين من حدث الأكسجين العظيم


وقال المؤلف المشارك في الدراسه من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد ان أدى هذا الإنتاج الأولي للأكسجين إلى زيادة كبريتات مياه البحر ونتج عن هذا بدء عملية إعادة التدوير ما سمح لمعدلات إنتاج الأكسجين بالزيادة بما يكفي لتزويد الغلاف الجوي بالأكسجين.

ويوضح المشرف والمؤلف المشارك في الدراسة الدكتور بنيامين ميلز من كلية الأرض والبيئة هذه الدراسة لا تعزز فهمنا لتاريخ كوكبنا فحسب بل تساعدنا أيضا على فهم عملياته الحالية.

وقد تابع ان هناك قلق من أن عملية إعادة تدوير الفوسفور نفسها ساهمت في أحداث نقص الأكسجين في المحيطات الخطرة لأنه على الرغم من أنها تزود الغلاف الجوي بالأكسجين فإنها في الواقع تزيل الأكسجين من المحيط عندما تتحلل ميكروبات التمثيل الضوئي.

وكما أشاران بدأ القيام بذلك الآن كجزء من تغير المناخ وبسبب مزيج من درجات الحرارة المرتفعة وزيادة استخدام الفوسفور كسماد زراعي فإن مستويات الأكسجين في المحيطات آخذة في الانخفاض.

SHARE

Author: verified_user

0 Comments: