‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسبار الأمل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مسبار الأمل. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 20 يوليو 2020

الإمارات تدخل التاريخ بإطلاق مسبار الأمل في أول مهمة عربية إلى الفضاء

الإمارات تدخل التاريخ بإطلاق مسبار الأمل في أول مهمة عربية إلى الفضاء

شهدت عملية انطلاق "مسبار الأمل" في رحلته التاريخية إلى المريخ زخما عربيا واسعًا واحتفاءً كبيرًا بريادة الامارات. 
وأكد سياسيون وعلماء أن الإمارات بقيادتها الحكيمة تقدم للعالم درسًا في قوة الإرادة وحجم الطموح وتحديداً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره بسبب جائحة فيروس "كورونا" المستجد.
ويجسد المشروع طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه وترسيخ هذا التوجه كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها.
 وبدأ كفكرة طموحة قبل نحو 6 سنوات حين أعلنت قيادة دولة الإمارات عن مشروع إرسال أول مسبار عربي إسلامي للكوكب الأحمر من أجل دراسة غلافه الجوي.
ويؤسس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة ويعزز مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف وعلوم الفضاء ويرسخ مساهمتها في مجال الاكتشافات العلمية لخدمة الإنسانية والمجتمع العلمي.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أصبح هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، وكان ضمن فريق مكوّن من ثلاثة أفراد انطلقوا من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولي. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية.
إلا أن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مكان للبشر على سطح المريخ خلال المئة عام القادمة بحلول سنة 2117.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن "مسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط ... بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون .. وبأن لا شيء مستحيل .. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء".
الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ، المدير التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء إن مشروع "مسبار الأمل" مشروع مهم جداً، وهذا حدث عالمي، ينتظره أبناء الإمارات وأبناء العالمين العربي والإسلامي، ودول العالم بشكل عام، في ظل أهميته العلمية الكبيرة.
وأضاف: "إن إنشاء المجموعة العربية للتعاون الفضائي يترجم أهمية تعميم الخبرة والمنفعة في هذا المجال بين العرب، كما أن مشروع مسبار الأمل سوف يسجل للعرب والإمارات حضورهم في سجل الفضاء العالمي، وسيستفيد من البيانات والمعلومات سيجمعها المسبار، مراكز البحث والعلوم والمراكز المختصة بالعلوم الفضائية".
وأكد أن "العالم يتطلع إلى هذه المهمة بشكل خاص، مثلما أن للمملكة العربية السعودية بكل علاقاتها الاستراتيجية، نظرة خاصة إلى هذا المشروع".
عالم الفضاء والجيولوجيا المصري الأمريكي بوكالة ناسا الأمريكية، فاروق البارز، أشاد بمهمة الأمل، مشيراً إلى أهميتها العظيمة.
وأضاف الباز أن المهمة سترصد اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي اﻟﺴﻔﻠﻲ لكشف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﻐﯿﺮات اﻟﻤﻨﺎﺧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻐﻼف اﻟﺠﻮي ﻟﻠﻤﺮﯾﺦ، وﻓﻘﺪان ﻏﺎزي اﻟﻬﯿﺪروﺟﯿﻦ واﻷﻛﺴﺠﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻟﻐﻼﻓﻪ اﻟﺠﻮي، وبهذا نفهم تكوّن الكثبان الرملية على سطح المريخ. 
رشا غنيم، رئيس مختبر أبحاث الفضاء بمعهد البحوث الوطني لعلم الفلك والجيوفيزياء في مصر، قالت إن إطلاق الإمارات مسبارها إلى المريخ، أمر يدعو للفخر لكل العرب، لأنه في النهاية إنجاز يوضح للعالم أن العرب قادرون على سبر أغوار الفضاء، والمشاركة بقوة في صناعة الحضارة الإنسانية الحديثة.
وأضافت غنيم في تصريحات صحفية: "نجاح التجربة الإماراتية الرائدة ستخلق حالة من المنافسة بين العديد من الدول العربية، للحاق بالتطور التكنولوجي الكبير في هذا المجال الحيوي، كما أنه سيوفر للباحثين في مختلف التخصصات الكثير من المعلومات التي سينتهي إليها المسبار، وهي معلومات ستوفرها الإمارات لمختلف الباحثين، بحكم ما بينها وكل الدول العربية من روابط أخوة حقيقية، وهذه المشاركة تكتسب أهميتها من كونها ستكون خالصة، بين باحثين ينتمون لنفس اللغة والدين، وهو أمر يختلف كثيراً عمّا تسمح به العديد من المراكز البحثية الغربية، التي لا تشارك ما تتمكن من الوصول إليه من معلومات، إلا في نطاق ضيق".
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى السعودية إن "جهود أبناء الإمارات كانت عظيمة ومباركة، ومنذ إطلاق فكرة المسبار عام 2014 بدأ التنفيذ، وهذا دليل على ثقة قيادة الدولة بأبناء الإمارات، خصوصاً أن المسبار بني بطاقات وكفاءات إماراتية، كما أن الفريق الاماراتى تعامل مع تحديات كبيرة، واستطاع أن يتجاوزها".
وأضاف: "القيادة بثت فينا جميعاً روح العزم والقوة والتحدي، وكانت تتابع كل التفاصيل أولاً بأول، وهذا الإنجاز الذي يعد إماراتياً، هو إنجاز أيضاً لأبناء دول الخليج العربي، والعرب عموماً، الذي يقدم لهم بارقة أمل، ولهذا سمي مسبار الأمل".
وتابع الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان: "العلاقات الإماراتية السعودية علاقات وطيدة جداً، وأنا كلي أمل أن نرى تجربة شبيهة قريباً في السعودية، خاصة مع وجود الهيئة السعودية للفضاء التي يرأس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ونرجو أن تتمكن الإمارات والسعودية، من القيام بعمل مشترك قريباً، على صعيد الفضاء".
وأكد: "من خلال عملي سفيراً لدولة الإمارات في السعودية، لمست اهتمام كبار المسؤولين هنا بالعلاقات مع الإمارات، وهي علاقات استراتيجية في كل المجالات، سواء على مستوى التنسيق السياسي، أو العمل الاقتصادي، أو وجود عشرات الاتفاقيات والمبادرات، وأعتقد بكل ثقة أن المستقبل يجمعنا على كافة الأصعدة" .
عضو المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، أسامة الشعفار، قال إن دولة الإمارات باتت بفضل قيادتها الحكيمة وعزيمة أبنائها مساهماً فعالاً في دفع مسيرة المعرفة في مجال صناعة الفضاء عالمياً.
وأشار إلى أن هذا الإنجاز العلمي الذي يرسخ مكانة الإمارات في قطاع صناعة الفضاء يعد إحدى ثمار المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها الدولة.
وذكر أن الإمارات بقيادتها الحكيمة تقدم للعالم درساً في قوة الإرادة وحجم الطموح وتحديداً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره بسبب جائحة فيروس «كورونا» المستجد «كوفيد 19»، مواصلة طريق النجاح على المستويين المحلي والدولي، معتبراً «مسبار الأمل» الذي ينطلق بكوادر إماراتية استكمالاً واستمراراً للإنجازات التي حققتها وتحققها الدولة منذ قيامها.

الأحد، 19 يوليو 2020

خطط مسبقة لكل السيناريوهات من خلال التجهيزات النهائية لإطلاق مسبار الأمل

خطط مسبقة لكل السيناريوهات من خلال التجهيزات النهائية لإطلاق مسبار الأمل


أفاد مدير مشروع الإمارات لاستكشاف الفضاء «مسبار الأمل»، المهندس عمران شرف، بأن قرار تأجيل إطلاق «مسبار الأمل»، نتيجة سوء الأحوال الجوية في اليابان، لافتاً إلى أن نافذة الإطلاق متاحة لمدة ثلاثة أسابيع (حتى 3 أغسطس المقبل).

وأن الوصول إلى نهاية مدة النافذة المتاحة حالياً، التي ستنتهي مطلع شهر أغسطس، يعني تأجيل إطلاق المسبار لمدة سنتين، لافتاً إلى أنه خلال اليومين السابقين للإطلاق الذي تقرر له يوم الجمعة المقبل، ستعاد الاختبارات.

ولدينا سيناريوهات وخطط لكل يوم، سواء للأيام التي تسبق إطلاق الصاروخ أو بعده»، لافتاً إلى أن «نافذة الإطلاق إلى كوكب المريخ محددة من 15 يوليو الجاري إلى الثالث من أغسطس المقبل، لأن المريخ يكون أقرب إلى الأرض في هذه المدة كل سنتين، ولذلك يمكننا تكرار محاولات الإطلاق خلال هذه الفترة كلما تطلب الأمر ذلك.

وأن فريق العمل جاهز، ومعنوياته مرتفعة، إذ لا يوجد تأثير في عمل الفريق، بسبب تغيير موعد إطلاق المسبار، موضحاً أن تغيير الموعد مرتبط بحالة الظروف الجوية في اليابان، والتي تشهد خلال هذه الفترة حالة من التقلبات الجوية الكثيفة، ومن ثم فإن إطلاق المسبار في الموعد السابق يضعه في خطر.

وتأجيل إطلاق الصاروخ H2A الذي يحمل المسبار إلى الكوكب الأحمر (المريخ)، جاء نتيجة مناقشات واجتماعات جمعت فريقي المسبار في الإمارات واليابان مع الجانب الياباني، وكانت بناء على الأحوال الجوية المتقلبة التي تمر بها اليابان حالياً»، مشيراً إلى أن «احتمالية تأجيل الإطلاق مرة أخرى واردة بناء على الظروف المحيطة لعملية الإطلاق، حتى نضمن سلامة الصاروخ والمسبار، ونجاح عملية الإطلاق.

وكانت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، بالتعاون والتشاور مع شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، المسؤولة عن صاروخ الإطلاق الذي يحمل «مسبار الأمل»، في أول مهمة عربية لاستكشاف المريخ، أعلنت أمس، عن الموعد الجديد لإطلاق المهمة الفضائية، والذي سيكون يوم الجمعة 17 يوليو الجاري، في تمام الساعة: 12:43 بعد منتصف الليل بتوقيت دولة الإمارات، (في تمام الساعة 08:43 مساء الخميس بتوقيت غرينتش)، وذلك من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان.

وجاء تأجيل إطلاق «مسبار الأمل» بسبب عدم استقرار الأوضاع الجوية في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، حيث توجد منصة الإطلاق، مع تشكل سحب ركامية كثيفة وطبقة هوائية متجمدة، جراء عبور جبهة هوائية باردة بالتزامن مع الوقت الأصلي المقرر لإطلاق المسبار.

وتم اتخاذ قرار التأجيل مدة يومين في اجتماع عُقد بين فريق إطلاق «مسبار الأمل» في اليابان وفريق مركز التحكم في الإمارات، وبين مسؤولي موقع الإطلاق في تانيغاشيما باليابان، لتقييم الأحوال الجوية قبل إطلاق المسبار، حيث تم استعراض آخر المعلومات عن حالة الطقس، وتبين أن الظروف غير مواتية للمضي قدماً في عملية الإطلاق في الموعد المحدد، والذي كان مقرراً عند الساعة 00:51:27 صباح الأربعاء، بتوقيت دولة الإمارات.

وكان قد تحدد يوم 15 يوليو موعداً مستهدفاً لإطلاق «مسبار الأمل»، وهو اليوم الأول ضمن «نافذة الإطلاق» الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية، حيث تمتد هذه النافذة من 15 يوليو حتى الثالث من أغسطس المقبل.

يُذكر أن تحديد موعد «نافذة الإطلاق» يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة. وتمتد فترة «نافذة الإطلاق» لأيام عدة تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها، وعليه يمكن تأجيل إطلاق المسبار وتحديد موعد جديد أكثر من مرة طالما أن ذلك ضمن نافذة الإطلاق المفتوحة.

وسيتم اتخاذ قرار المضي قدماً في إطلاق «مسبار الأمل»، في الموعد الجديد الذي تم تحديده فجر الجمعة المقبل، بناء على معطيات الأحوال الجوية، حيث من المرجح في حال عدم توفر الظروف الجوية المناسبة أن يتم تحديد موعد آخر للمهمة الفضائية، ضمن نافذة الإطلاق التي تمتد ثلاثة أسابيع.

ويُعد تأجيل إطلاق المهمات الفضائية، خصوصاً المريخية، أمراً مألوفاً ومتوقعاً، سواء بسبب الأوضاع الجوية غير المواتية، أو بسبب مشكلات تقنية طارئة، حيث بالإمكان تأجيل الإطلاق لأي سبب كان، لضمان توفر أعلى معدلات النجاح، طالما أن التأجيل في إطار نافذة الإطلاق المتاحة.

الاثنين، 13 يوليو 2020

لا شيء مستحيل أمام الإمارات ومسبار الأمل إلى المريخ قريباً

لا شيء مستحيل أمام الإمارات ومسبار الأمل إلى المريخ قريباً

بحمد الله تم إنجاز إحدى أهم المراحل النهائية لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ عبر نقله من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي إلى محطة الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما باليابان تحت إشراف فريق من مهندسينا الإماراتيين في عملية استغرقت 83 ساعة من العمل المتواصل.. مسبار الأمل للمريخ قريباً.
ورغم ظروف توقف السفر عالمياً، ورغم الاحترازات الصحية العالمية.. مازال مهندسونا يعملون وفق الجدول المعتمد لإنجاز أهم مشروع علمي فضائي في منطقتنا.. تم تطوير المسبار في أقل من المدة المعتادة عالمياً (ست سنوات فقط من عشر).. وبنصف الكلفة.. والهدف إطلاقه في يوليو/تموز وفق الجدول المعتمد.
ومسبار الأمل هو إنجاز يمثل نقطة تحول للعالمين العربي والإسلامي في مجال الفضاء... الوصول للمريخ لم يكن هدفه علمياً فقط... بل هدفه أن نرسل رسالة للجيل الجديد في عالمنا العربي بأننا قادرون.. وبأن لا شيء مستحيل.. وبأن قوة الأمل تختصر المسافة بين الأرض والسماء.
أعلنت وكالة الإمارات للفضاء، ومركز محمد بن راشد للفضاء، عن إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح إلى موقع انطلاقه إلى الفضاء من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان، تنفيذاً لما كان مخططاً له ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
ويأتي إنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، إلى اليابان، بعد التغلب على كل التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي وباء «كورونا» عالمياً، وما نتج عنه من تدابير غير مسبوقة، منها الإغلاق التام لكثير من المدن والدول، وإغلاق الحدود الدولية، ووقف حركة الطيران وغيرها.

رسالة إيجابية
وأكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أنه بإنجاز عمليات نقل «مسبار الأمل» بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه إلى الفضاء في اليابان، فإن دولة الإمارات ترسل رسالة إيجابية جديدة إلى العالم، عبر المضي قدماً في الخطوات التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وفقاً لما هو مخطط له مسبقاً، على الرغم من التحديات الناجمة عن تفشي وباء كورونا المستجد عالمياً.
وننتهز هذه الفرصة لنتوجه بأسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة للدولة، لدعمها المتواصل وغير المحدود لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، ولفريق العمل الوطني من شابات وشباب الوطن القائمين على هذا المشروع، الذين نشكرهم على تفانيهم في عملهم لإتمام هذه المهمة بنجاح، ولولا هذا الدعم المتواصل من قيادتنا الرشيدة ما كنا سنحتفي بهذا الإنجاز الجديد الذي سيذكره التاريخ بكل فخر».
وقال إن مواصلة الخطط التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، رسالة إضافية لمسبار الأمل الذي سيحمل إلى الفضاء شعار دولة الإمارات «لا شيء مستحيلاً»، مفادها أن التحديات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد يجب ألا توقف خطط الإنسانية في المضي قدماً نحو مزيد من التقدم العلمي في كافة المجالات، وخصوصاً علوم الفضاء؛ لأن التقدم العلمي هو الحصن المنيع للبشرية للتغلب على الأوبئة، وأن الإنسان لن يعرف أكثر عن الكوكب الذي يعيش فيه إلا باستكشاف الكواكب الأخرى، وأبرزها المريخ؛ كونه الأكثر شبهاً بكوكب الأرض.
وأشار إلى أن «مسبار الأمل» مشروع وطني يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات، لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.
وتابع أن المسبار وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى يحمل رسالة أمل لكل شعوب المنطقة، بما يسهم في إحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في كافة العلوم، كما يجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها الرشيدة المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها. كما يعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، مساهمة إماراتية في صناعة مستقبل واعد للإنسانية.
طموحات دولة الإمارات
وأكدت سارة الأميري، وزيرة دولة للعلوم المتقدمة، قائدة الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أن «مسبار الأمل» يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم، بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات بإصرار على إيجاد الحلول الهادفة لخير الناس، ما يعكس رؤى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بأنه لا مستحيل في قاموس دولة الإمارات.
وقالت إن ما وصل إليه المسبار، على الرغم من التحديات العالمية، يؤكد رسالتنا المتمثلة في أن تحدياً مثل فيروس «كورونا» أو غيره، لن يوقف مسيرة الإنسانية نحو تحقيق مزيد من التقدم العلمي، مشيرة إلى أن الإجراءات الاحترازية العالمية شكلت محفزاً أكبر لفريق عمل «مسبار الأمل» الذي يضم نخبة من الخبراء والمهندسين الإماراتيين، وزادتهم إصراراً على تسريع الخطى لتحقيق حلم دولة الإمارات بالوصول إلى المريخ، مشيدة بالإنجاز النوعي الذي حققه الفريق خلال فترة زمنية قياسية.
وثمنت الأميري الجهود النوعية لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهيئة العامة للطيران المدني، والقيادة العامة لشرطة دبي، وسفارة الدولة في اليابان، وأكيهيكو ناكاجيما، سفير اليابان لدى الدولة، على الدعم المتواصل لتسهيل نقل المسبار، من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى قاعدة تنايغاشيما في اليابان وإنجاحه.
وطن اللامستحيل
وقال حمد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء:
«لقد حدد لنا صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، نهجاً تقدمياً في مجال الفضاء، شكّل رسالة أمل إلى المنطقة العربية والعالم بمستقبل أفضل. فخطت الدولة خلال فترة وجيزة خطوات متتالية جعلت منها لاعباً رئيسياً في علوم الفضاء، وجسدت عملية نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة الانطلاق في اليابان في ظل هذه الظروف الراهنة إحدى هذه الخطوات، لتدنو بنا إلى تحقيق طموح المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بالوصول إلى الفضاء».
وأضاف: «مشروع مسبار الأمل نتاج عمل فريق مبدع من خيرة الكفاءات الإماراتية، من علماء وباحثين وتقنيين يعملون ضمن فريق علمي لاستكشاف أسرار الكوكب الأحمر من خلال تحليل البيانات التي سيرسلها مسبار الأمل. ويعبر إنجاز نقل المسبار عن مدى تفاني هذا الفريق في مهمته، ورسالته لنا بأن الطموح لا حدود له، وأن دولة الإمارات قادرة بسواعد أبنائها، على تحويل التحديات إلى إنجازات».
وأكد أن مسبار الأمل وغيره من المشاريع الفضائية المستقبلية، تستهدف ترسيخ مكانة دولتنا الإمارات على خريطة العلم والتقدم والازدهار، بفضل الدعم المتواصل واللامحدود من قيادتنا الرشيدة.

وقال الدكتور محمد الأحبابي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، إننا نشهد اليوم إنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى محطة انطلاقه للفضاء في اليابان، بوصفه حدثاً مهماً سيكتبه التاريخ بحروف من نور ضمن قصة نجاح دولة الإمارات، ومساعيها لترسيخ مكانتها العالمية في نادي الدول الفضائية ومستكشفي المريخ.
وأشار إلى أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، هو مبادرة استراتيجية وطنية بموجبها ستصبح دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط، تطمح لاستكشاف هذا الكوكب، وسيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، عندما يصل إلى الكوكب الأحمر مطلع عام 2021، تزامناً مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة.
وتابع: «تتجلى أهداف المشروع في تطوير برنامج فضائي وطني قوي، وبناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء، لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إذ لا يقتصر الأمر على إرسال مسبار إلى كوكب المريخ فحسب؛ بل يمثل أملاً أكبر للمنطقة في تمكين الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
فوفقاً للاستراتيجية الوطنية للفضاء، يشهد قطاع الفضاء في دولة الإمارات نمواً ملحوظاً، وتضم الدولة حالياً أكبر قطاع فضائي فعال في منطقة الخليج، والشرق الأوسط».
وأكد يوسف الشيباني المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، أهمية مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، في تأكيد دور الإمارات البارز عالمياً كرائدة للتطوير والتحديث المستمر وعلى كافة الصعد الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والعلمية. ولفت إلى أن الرؤية الحكومية بعيدة المدى التي أسست وما تزال تؤسس لمستقبل الإمارات وأبنائها، تتمثل في تشييد صرح اقتصادي قائم على المعرفة والابتكار.
وتابع: «ينضم مشروع مسبار الأمل إلى قائمة زاخرة بالمشروعات والإنجازات الكبرى التي استطاعت الإمارات من خلالهما كسب انتباه العالم. فهو أحد الإنجازات المهمة التي ترتكز عليها مهمة الدولة في استكشاف الفضاء، وما يدخره هذا المشروع من مزايا تجعل الإمارات مُسهماً أساسياً في خدمة العلوم والمعارف البشرية».
مهمة فضائية نوعية
وأكد المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، أن المشروع مثل تحدياً كبيراً منذ اليوم الذي أعلنت فيه دولة الإمارات عن إطلاقه، وأن فريق العمل شكل كافة خبراته بالتحديات التي واجهها خلال عمله، مشيراً إلى أن نجاح عملية نقل مسبار الأمل إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، وفق الخطة المعدة مسبقاً، وبأعلى مستويات الدقة، يجسد حرص فريق العمل على إتمام المشروع الأول من نوعه في دولة الإمارات والمنطقة، بما يحقق رؤية قيادة دولة الإمارات، ويؤكد قدرة الشباب الإماراتي على توظيف المهارات والخبرات التي اكتسبوها في مراحل التصميم والتطوير والاختبار والتجميع والنقل.
وقال إن الدعم الكبير من قيادة دولة الإمارات وتحفيزها الدائم للفريق لمواصلة العمل في المشروع، والتعاون الكبير من كثير من الجهات الحكومية، أسهم في الوصول إلى هذه المرحلة المهمة، على الرغم من الظروف الصحية التي يشهدها العالم، ليبقى جدول عمل المشروع متواصلاً كما هو مخطط له، مشيراً إلى أنه بعد وصول مسبار الأمل إلى اليابان، سنبدأ مرحلة الإعداد لعمليات الإطلاق التي ستتم في شهر يوليو المقبل.
فريق عمل احترافي
وقال خالد عمران العامري، سفير دولة الإمارات لدى اليابان، إن إنجاز عمليات نقل مسبار الأمل من دبي إلى اليابان في ظل ظروف الإغلاق الحالية التي يشهدها العالم بسبب تفشي وباء كورونا، يعد إنجازاً مهماً سيذكره التاريخ، مشيداً بفريق العمل الاحترافي الذي أنجز هذه المهمة الوطنية، وبتفانيه وإصراره على إتمامها بنجاح.
ووجه الشكر إلى السلطات اليابانية التي قدمت كل الدعم والمساندة لفريق نقل المسبار، وأظهرت مرونة عالية في التعامل مع كل التدابير الاحترازية المعمول بها حالياً في اليابان لمكافحة الوباء، بهدف تسهيل مهمة الفريق.
وأضاف أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الضرورية للحفاظ على صحة وسلامة الفريق المكلف باستقبال المسبار عند وصوله إلى الأراضي اليابانية، ومتابعته حتى وصوله إلى محطة الانطلاق إلى الفضاء.
وأكد أن العلاقات بين دولة الإمارات واليابان راسخة ومتينة، وتتطور عاماً بعد آخر، في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أن التعاون في مجال القطاع الفضائي يزداد رسوخاً بين البلدين الصديقين، بعد نجاح إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» من اليابان عام 2018، والإطلاق المرتقب لمسبار الأمل العام الجاري، ويثبت أن التعاون الفعال في مجال الفضاء يشكل بالفعل قوة دافعة لتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال الدكتور خالد الهاشمي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، مدير مشروع مسبار الأمل، إن فريق العمل الذي أنجز بنجاح مهمة نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى محطة إطلاقه في مهمته لاستكشاف المريخ من جزيرة تانيغاشيما اليابانية، اتبع إجراءات علمية دقيقة للغاية تتفوق على أفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن، خصوصاً أن المهمة تزامنت مع الظروف الراهنة التي يمر بها العالم جراء تفشي كورونا، وما نتج عن ذلك من أهمية اتباع إجراءات وتدابير احترازية إضافية.
وأضاف: «تأتي أهمية إنجاز هذه المهمة بنجاح ضمن برنامج الإمارات لاستكشاف المريخ؛ كونها تصب ضمن المساعي الوطنية الهادفة إلى تطوير الكفاءات العلمية والتطبيقات الفضائية المتخصصة، من خلال رفع مستويات الوعي المعرفي عن كوكب المريخ ومشاريع الدولة لاستكشافه، خصوصاً لدى الفئات الشبابية والطلابية؛ إذ أصبحت دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط، تطمح لاستكشاف كوكب المريخ، حيث دخلت السباق العالمي لاستكشاف هذا الكوكب عبر مشروع مسبار الأمل الذي تقوم بتنفيذه كوادر وطنية تتمتع بكفاءات علمية عالية.
نخبة من الكفاءات الوطنية تشرف على رحلة المسبار
وضم الفريق المشرف على عمليات النقل نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة هم: عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وسهيل المهيري، نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار، وخلود الهرمودي، نائبة مدير المشروع للشؤون اللوجستية وضمان الجودة، ومحسن العوضي، مهندس أنظمة المسبار ومسؤول إدارة المخاطر، وعمر الشحي، قائد فريق تجهيز المسبار للإطلاق.
وأكد المهندس سهيل المهيري، أنه خلال الشهرين القادمين وبعد التأكد من صحة وسلامة المسبار، سيتم تجهيزه للإطلاق، بتعبئة وقود الهايدروزين الذي سيستخدم خلال الرحلة إلى كوكب المريخ، وسيتأكد من سلامة وصحة أنظمة الدفع ونظام الطاقة وأجهزة الاتصال، استعداداً للإطلاق في يوليو.
وقال عمر الشحي، إن موضوع نقل المسبار كان مدروساً بعناية مسبقاً، وخطط لنقله إلى اليابان لأكثر من سنة، ولكن مع الأزمة التي يمر بها العالم حالياً ومع انتشار كوفيد-19 كان يتوجب علينا إعادة دراسة الموضوع بالكامل، والتخطيط بدقة لنقل المسبار لليابان في الوقت المحدد، للالتزام بالخطة الزمنية المحددة له.
وقالت المهندسة خلود الهرمودي: «صمم صندوق الشحن ليعمل كغرفة نظيفة متنقلة لضمان سلامة المسبار. يتم التعامل مع أجهزة دقيقه للغاية، ويجب أن تكون هناك متابعة على مدار الساعة للتأكد من سلامة المسبار. من بداية الرحلة إلى الآن، تمت مراقبة حالة المسبار طوال الرحلة والتأكد من سلامته وسلامة الأجهزة العلمية الحساسة».
وقال المهندس محسن العوضي، إنه من بداية المشروع في 2014 إلى يومنا هذا أصبحت لدينا قاعدة بيانات بجميع المخاطر، مثل المخاطر التقنية والمخاطر الإدارية والمخاطر السياسية، والقيود التي تفرضها الدول حول العالم. إدارة المخاطر في مشروع مسبار الأمل لم تكن فقط من الجانب التقني؛ بل تشمل جميع الجوانب والمخاطر، وهذا يعتبر واحداً من أهم الأسباب لوصولنا إلى هذه المرحلة اليوم.
3 مراحل لعملية نقل بالغة الدقة
ومرت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيغاشيما في اليابان، بثلاث مراحل رئيسة بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة، وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل.
وشملت المرحلة الأولى تجهيز ونقل المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي في دبي، واستمرت 12 ساعة، من 8 صباحاً حتى 8 مساء، وتضمنت تجهيز وتحميل حاوية الشحن المصممة خصيصاً للمسبار، وتأهيلها بكل التجهيزات المطلوبة لتمثل غرفة نظيفة مصغرة متنقلة تحافظ على درجة الحرارة، ونسبة الرطوبة المحددة، وتعمل على استخدام النيتروجين لتطهير المسبار والأجهزة العلمية الحساسة من أي جزيئات غبار في الجو.
وتلا ذلك تحميل معدات الدعم الأرضية الميكانيكية المتمثلة في الأجهزة المساندة للمسبار، والتي تساعد في نقله وتحريكه، ومعدات الدعم الإلكترونية التي تساعد على مراقبة حالة المسبار أثناء الرحلة، فضلاً عن استخدامها في عمليات الاستعداد للإطلاق، ومن ثم نقل حاوية الشحن الخاصة التي تضم المسبار من مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى مطار آل مكتوم الدولي على متن الشاحنة، على مهل بسرعة محددة لتقليل الاهتزازات التي قد يتعرض لها المسبار، وصولاً إلى تجهيز الحاوية في المطار وتحميلها على متن الطائرة التي ستحلق إلى اليابان.

وامتدت المرحلة الثانية من مطار آل مكتوم الدولي في دبي، إلى مطار ناغويا في اليابان 11 ساعة، وشملت تحميل المسبار ومعدات الدعم الأرضية إلى طائرة النقل العملاقة الخاصة بالدعم اللوجستي من طراز «أنتونوف 124» المخصصة لشحن المعدات الضخمة، والتي تعد أكبر طائرة شحن في العالم، ورافق فريق المشروع المسبار لضمان سلامته طوال الرحلة، كما رصد الفريق شدة المطبات الهوائية، في ظل ما يمكن للاهتزازات الشديدة أن تحدثه على بنية المسبار، وانتهت هذه المرحلة بتسليم المسبار لدى وصوله إلى مطار ناغويا للفريق الموجود في اليابان.
أما المرحلة الثالثة، فامتدت من مطار ناغويا إلى موقع الإطلاق في جزيرة تانيغاشيما، وشملت إنزال المسبار من الطائرة وفحصه والتأكد من سلامته، ثم نقله براً من مطار ناغويا إلى ميناء شيماما، وبعدها نقله بحراً من ميناء شيماما إلى جزيرة تانيغاشيما، حيث امتدت الرحلة 44 ساعة، وبعد وصوله من الميناء المتخصص في الجزيرة، عمل الفريق في موقع الإطلاق على تنزيل وفحص المسبار قبل البدء بعمليات التجهيز للإطلاق.
أفضل الممارسات العالمية
في ظل التحديات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، تبنى فريق عمل المسبار أفضل الإجراءات الصحية المعمول بها عالمياً في عمليات نقل مسبار الأمل من مركز محمد بن راشد للفضاء، ثم إلى مطار آل مكتوم الدولي، ومن ثم جواً إلى اليابان وإلى محطة الإطلاق، وذلك حفاظاً على صحة وسلامة فريق العمل، والفريق المرافق للمسبار في رحلته إلى اليابان، إضافة إلى فريق ثالث سافر في وقت سابق وخضع لإجراءات الحجر الصحي في اليابان ليكون في استقبال المسبار عند وصوله، للإشراف على نقله إلى محطة الإطلاق إلى الفضاء. كما أنجز نقل «مسبار الأمل» وفقاً لأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
يذكر، أن مسبار الأمل مشروع وطني يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات، لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.
ومن المخطط أن ينطلق مسبار الأمل في مهمته إلى المريخ منتصف يوليو 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي، باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة (MHI H2A)، ومن المتوقع أن يصل إلى مدار الكوكب الأحمر في الربع الأول من شهر فبراير 2021.
ويحمل المسبار، وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب الأخرى، رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات العربية والإسلامية في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات، وسعي قيادتها المستمر إلى تحدي المستحيل وتخطيه، وترسيخ هذا التوجه قيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.

الخميس، 2 يوليو 2020

الإمارات تطلق مسبار «الأمل» في مهمة إلى المريخ

الإمارات تطلق مسبار «الأمل» في مهمة إلى المريخ


في أول بعثة كونية ترسلها دولة عربية، تعتزم الإمارات العربية المتحدة إطلاق مسبارها الفضائي «هوبHope» (الأمل) لدراسة غلاف المريخ الجوي، وسبب فقدانه لغازي الهيدروجين والأكسجين في الفضاء.

ومن المزمع أن تنطلق بعثة قمر «هوب» الصناعي من مركز «تانيغاشيما» الفضائي في اليابان على متن مركبة «H - IIA» على مرحلتين. وتشير خطة الإطلاق إلى أن القمر الصناعي سيصل إلى وجهته في فبراير (شباط) 2021 بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس الإمارات العربية المتحدة.


وسيجري تنفيذ هذه العملية بالتعاون مع جامعات كولورادو بولدر، وكاليفورنيا (بركلي)، وولاية أريزونا. وتم بناء المسبار في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي.

ومن المخطط أن يدور «هوب» في مدار المريخ لسنتين لجمع البيانات مع احتمال تمديد البعثة لسنتين إضافيتين إذا سارت الأمور بنجاح. وتهدف البعثة إلى التحقيق في الاختلافات التي شهدها مناخ الكوكب الأحمر بين الماضي والحاضر، وخسارة غلافه الجوي لغازي الهيدروجين والأكسجين، والعلاقة بين الغلافين السفلي والعلوي.

ومن المتوقع أن تزود البعثة الأرض بصور يومية لمناخ الكوكب ولربما تتوصل إلى حل لغز التغيرات المناخية الجذرية التي شهدها.